بين إغراءات الدوري السعودي والولاء المطلق لـ “الديوك”: ديشامب يرسم حدود مستقبله ما بعد 2026

في تصريح يُعد الأول من نوعه، كسر المدير الفني الأسطوري للمنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، صمته حيال مستقبله، مؤكداً وجود مفاوضات رسمية مع أحد الأندية السعودية الكبرى خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويأتي هذا الاعتراف ليصب الزيت على نار التكهنات المتزايدة حول وجهة المدرب البالغ من العمر 55 عاماً، والذي يُنظر إلى عقده الحالي مع “الديوك” – الممتد حتى كأس العالم 2026 – باعتباره نهاية حقبة تاريخية بدأت في عام 2012، في حوار صريح لبرنامج “تيلي فوت” الفرنسي الشهير، والذي نقلت تفاصيله صحيفة “ليكيب”، لم يُخفِ ديشان حقيقة العرض السعودي، لكنه شدد على التزامه المبدئي بكلمته.

وأوضح قائلاً: «نعم، لقد حدثت محادثات بالفعل مع نادٍ سعودي، وهم يدركون موقفي تماماً وبشكل واضح». وأضاف ديشان، مؤكداً على ثبات قراره: «عندما أتخذ قراري، لا أعود عنه أبداً. بعد انتهاء عقدي (في 2026)، سأكون حراً في اختيار وجهتي المقبلة».

ورغم أن ديشان لم يكشف عن هوية النادي السعودي، إلا أن هذا التأكيد يمثل دليلاً قاطعاً على أن الدوري السعودي للمحترفين لا يستهدف النجوم العالميين في الملاعب فحسب، بل يضع على رأس أولوياته أيضاً التعاقد مع نخبة المدربين في العالم.

وبينما ترك ديشان الباب موارباً أمام العروض على مستوى الأندية، فإنه أغلقه تماماً وبشكل قاطع أمام أي تجربة دولية أخرى غير منتخب بلاده، وورداً على الشائعات التي ربطته سابقاً بالعودة إلى ناديه الأسبق يوفنتوس أو تولي تدريب منتخب البرازيل، كان ديشان حازماً: «لن أعود إلى يوفنتوس، ولا يوجد أي تواصل مع البرازيل على الإطلاق».

ولكن الموقف الأكثر حسماً كان بشأن مستقبله الدولي، حيث قال: «لن أدرّب أي منتخب آخر غير فرنسا. بالنسبة لي، النشيد الوطني الفرنسي يعني لي الكثير». هذا التصريح لا ينهي الجدل حول مستقبله فحسب، بل يرسم خطاً وطنياً واضحاً لمسيرته.

ولم تكن تصريحات ديشان مجرد اعتراف دبلوماسي، بل حملت إعجاباً واضحاً بالتطور الهائل الذي يشهده الدوري السعودي. وأشار بطل العالم 2018 إلى أنه يتابع باهتمام ما يحدث في المملكة، واصفاً إياه بـ “نهضة كروية حقيقية”.

واستشهد ديشان بعودة النجم نغولو كانتي، لاعب نادي الاتحاد، إلى صفوف المنتخب الفرنسي كدليل على قوة المنافسة، قائلاً: «كانتي يقدم أداءً رائعاً في السعودية، وقد استحق بجدارة العودة إلى صفوف المنتخب».

وأضاف أن «ما يحدث في السعودية من تطور سريع يعكس مشروعاً جاداً، حيث أصبحت (المملكة) وجهة بارزة للنجوم والمدربين الكبار حول العالم». هذا الثناء يُفسر سبب عدم رفضه للعرض السعودي من حيث المبدأ، وإبقاءه كخيار مستقبلي محتمل.

وبين سطور ولائه المطلق لفرنسا، بعث ديشان برسالة واضحة: نهاية مشواره مع “الديوك” لا تعني اعتزاله، بل تعني عودته المحتملة إلى ساحة تدريب الأندية التي ابتعد عنها منذ 2012، وأضاف: «لا يوجد شيء محدد في ذهني الآن، وعندما يحين الوقت (بعد 2026)، سأختار العرض الأنسب لمسيرتي المقبلة».

هذا التصريح يضع الأندية السعودية، الطامحة إلى بناء مشاريع طويلة الأمد، في دائرة الضوء كوجهة أولى محتملة للمدرب الفرنسي المخضرم، الذي يبحث عن تحدٍ جديد بعد أن أكمل كل شيء تقريباً على الساحة الدولية، بقيادته فرنسا لنهائي كأس العالم مرتين (2018 و2022) وتحقيق اللقب مرة واحدة.

إقرأ أيضًا.. ريال مدريد يحدد شروطه: رودريجو معروض للبيع في الشتاء والدوري الإنجليزي يترقب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى