الفيفا يصدم الجماهير بفرض رسوم دخول لمناطق المشجعين بكأس العالم 2026

يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عاصفة من الانتقادات الحادة وموجة غضب عارمة اجتاحت أوساط مشجعي كرة القدم حول العالم، وذلك بعد الكشف عن توجهات تنظيمية جديدة لبطولة كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وتأتي هذه الأزمة في وقت يُنتظر فيه أن يكون المونديال القادم هو الأضخم تاريخياً، لكنه بات يوصف بـ “الأغلى” والأكثر استنزافاً لجيوب المشجعين، وفي خطوة غير مسبوقة في تاريخ بطولات كأس العالم، أعلن حساب “فيفا نيويورك نيوجيرسي” عن إقامة منطقة جماهيرية خاصة (Fan Festival) في “ليبرتي ستيت بارك” بنيوجيرسي، ولكن الصدمة تمثلت في اشتراط شراء تذاكر مسبقة للدخول.
- سعر التذكرة: تم تحديد سعر الدخول للمنطقة الجماهيرية بـ 12.50 دولار (نحو 9.50 جنيه إسترليني).
- آلية الحجز: تتوفر التذاكر عبر منصة “Ticketmaster” الشهيرة، وهو ما اعتبره المشجعون تحويلًا للحدث الشعبي المجاني إلى استثمار تجاري بحت.
وعلق أحد المشجعين الغاضبين عبر منصات التواصل قائلاً: “فيفا هو الوحيد القادر على جعل تذاكر المباريات باهظة لدرجة تمنعنا من الحضور، ثم يلاحقنا في المناطق الجماهيرية ليجبرنا على الدفع مرة أخرى”.
ولم يكن قرار المناطق الجماهيرية هو الأول؛ إذ تعرّض الفيفا سابقاً لانتقادات بسبب الأسعار القياسية لتذاكر المباريات، ورغم محاولة الاتحاد لامتصاص الغضب عبر الإعلان عن تخصيص 10% من التذاكر للدول المتأهلة بسعر ثابت يبلغ 60 دولاراً، إلا أن روابط المشجعين اعتبرت هذه النسبة “هزيلة” وغير كافية، خاصة وأنه تم إقرارها دون تشاور مسبق مع الجماهير.
في المقابل، وبالتزامن مع فرض الرسوم على الجماهير، كشف مجلس الفيفا خلال اجتماعه الأخير في الدوحة عن زيادة ضخمة في ميزانية الجوائز المالية المخصصة للمنتخبات المشاركة، والتي جاءت كالتالي:
| الفئة | القيمة المالية | نسبة الزيادة |
| إجمالي جوائز البطولة | 727 مليون دولار | زيادة 50% عن مونديال قطر |
| جائزة المنتخب البطل | 50 مليون دولار | رقم قياسي جديد |
| بدل تكاليف الإعداد لكل منتخب | 1.5 مليون دولار | لتغطية المعسكرات |
| المشاركة في دور المجموعات | 9 ملايين دولار (كحد أدنى) | لكل منتخب متأهل |
وتطرح هذه القرارات تساؤلات جوهرية حول فلسفة الاتحاد الدولي في إدارة اللعبة؛ فبينما يسعى الفيفا لجعل نسخة 2026 هي “الأكثر ربحية” في التاريخ، يبدو أنه في الطريق لخسارة “العنصر الشعبي”، فالمناطق الجماهيرية كانت دائماً هي المتنفس الوحيد للمشجعين الذين لا يملكون ثمن تذاكر الملاعب، وتحويلها إلى مناطق مأجورة يهدد روح البطولة ويحولها إلى “حدث حصري للأثرياء فقط”.
وحتى الآن، لم يصدر توضيح رسمي ما إذا كان قرار الرسوم صادراً من “فيفا” مباشرة أم من اللجنة المحلية المنظمة، إلا أن العلامة التجارية المسجلة “مهرجان مشجعي فيفا” تضع المسؤولية الكاملة تحت عباءة الاتحاد الدولي.
إقرأ أيضاً.. مقترح دولي لإقامة كأس العرب كل عامين والإتحاد الدولي يدرس القرار



