البرازيل تحصن أنشيلوتي بعقد “تاريخي” وراتب يكسر سقف التوقعات

في خطوة إستراتيجية تتجاوز مجرد التجديد الفني، وتؤسس لحقبة جديدة في كرة القدم اللاتينية، يتجه الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (CBF) بخطوات ثابتة نحو إغلاق ملف القيادة الفنية لسنوات قادمة، عبر تحصين المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي بعقد طويل الأمد يمتد حتى عام 2030.
وهذا القرار، الذي يصفه مراقبون بـ”ضربة المعلم”، لا يعكس فقط الرضا عن الأداء الحالي، بل يكشف عن رغبة البرازيل في استنساخ نماذج الاستقرار الأوروبية، مع الحفاظ على “DNA” السامبا الهجومي، وتشير التقارير الواردة من أروقة الاتحاد البرازيلي إلى أن العقد الجديد سيجعل من “الميستر” الإيطالي المدرب الوطني الأعلى أجراً في تاريخ كرة القدم.
وتؤكد البرازيل قدرتها المالية والتنافسية لجذب والحفاظ على أفضل العقول التدريبية في العالم، قاطعة الطريق أمام أي إغراءات من الأندية الأوروبية الكبرى، والاستثمار بهذا الحجم يعني أن الاتحاد لا يرى في أنشيلوتي مجرد مدرب مرحلة، بل “مهندس مشروع” متكامل يمتد لنسختين من كأس العالم.
ولطالما عانت البرازيل في السنوات الأخيرة من فجوة بين الموهبة الفردية والانضباط التكتيكي. هنا يكمن سر التمسك بأنشيلوتي. الرجل الذي يمتلك دولاب بطولات هو الأضخم في أوروبا، نجح في صياغة توليفة فريدة للمنتخب الأصفر، وعدم التقيد بخطة جامدة، وتطويع الرسم التكتيكي ليخدم قدرات اللاعبين، وهو ما يبرع فيه أنشيلوتي (إدارة الأفراد).
وتجديد العقد حتى 2030 يعني أن الاتحاد البرازيلي استوعب أخيراً درس “الاستقرار”. فبدلاً من تغيير المدربين مع كل إخفاق جزئي، يتم الآن بناء مشروع طويل الأمد يهدف للهيمنة على البطولات القارية (كوبا أمريكا) واستعادة العرش العالمي الغائب منذ 2002، وإن تجديد عقد كارلو أنشيلوتي ليس مجرد توقيع على ورق، بل هو إعلان نوايا صريح من البرازيل بأنها تريد العودة لحكم العالم الكروي، مسلحةً بأفضل مدرب يدير النجوم في العالم، وميزانية مفتوحة لتحقيق الحلم السادس.
اقرا أيضا.. كريم بنزيما يكشف موقفه من كأس العالم، ومصيره مع الإتحاد السعودي



