هالاند يوقع على تأهل تاريخي ويجبر إيطاليا علي كابوس الملحق

في ليلة ستبقى خالدة في تاريخ كرة القدم النرويجية، وعلى أرضية ملعب “أوليفال” في أوسلو الذي تحول إلى كتلة من اللهب والهتافات، كتب “جيل الذهب” النرويجي شهادة ميلاد قوة أوروبية جديدة، بقيادة قاطرته البشرية إيرلينج هالاند، نجح المنتخب النرويجي في تحويل تأخره بهدف إلى اكتساح تاريخي برباعية مدوية (4-1) أمام المنتخب الإيطالي، ليحسم صدارة المجموعة ويتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وبدأت المباراة على عكس ما انتهت إليه تماماً. الضيوف الإيطاليون، الذين دخلوا اللقاء وهم يعلمون أن لا بديل عن الفوز لضمان التأهل المباشر، فرضوا ضغطاً مبكراً. هذا الضغط أثمر سريعاً عن هدف مباغت في الدقيقة 11 عن طريق المهاجم الشاب فرانشيسكو بيو إسبوزيتو، الذي استغل ارتباكاً دفاعياً ليضع إيطاليا في المقدمة.
وساد صمت مطبق في المدرجات، وبدا أن الخبرة الإيطالية قد تنجح في ترويض الحماس النرويجي الشاب. حاول أصحاب الأرض العودة، لكن الشوط الأول انتهى بتقدم إيطالي، تاركاً كل الاحتمالات مفتوحة.
وفي الشوط الثاني، تغير كل شيء. دفع المدرب النرويجي بكل أوراقه الهجومية، ومع مرور الوقت، بدأ الإرهاق يظهر على الدفاع الإيطالي. كانت نقطة التحول في الدقيقة 63، عندما نجح الجناح المهاري أنطونيو نوسا في فك شفرة الدفاعات الإيطالية بتسديدة متقنة، معلناً هدف التعادل الذي أشعل المباراة.
وبعد هدف التعادل، انهار المنتخب الإيطالي نفسياً وبدنياً أمام الطوفان الهجومي النرويجي. وهنا، ظهر “الجلاد” إيرلينج هالاند، وفي الدقيقة 78، استغل هالاند قوته البدنية الهائلة ليرتقي فوق الجميع ويحول كرة عرضية برأسه إلى داخل الشباك، معلناً الهدف الثاني وهدف التقدم الأول للنرويج.
ولم يكد الطليان يستفيقون من صدمة الهدف الثاني، حتى عاد هالاند نفسه ليطلق رصاصة الرحمة. في الدقيقة 80، وبعد دقيقتين فقط، انطلق كالصاروخ ليواجه الحارس الإيطالي ويضع الكرة ببرود أعصاب، مسجلاً الهدف الثالث وسط احتفالات جنونية في المدرجات، وفي الدقيقة 90+3، ومع استسلام إيطالي كامل، اختتم يورغن ستراند لارسن مهرجان الأهداف بالرصاصة الرابعة، مؤكداً الانتصار التاريخي.
وبهذا الفوز الكاسح، رفع المنتخب النرويجي رصيده إلى 24 نقطة، ليتربع على عرش صدارة المجموعة بفارق مريح، ويضمن تأهلاً مستحقاً ومباشراً إلى كأس العالم 2026، وهو إنجاز يمثل تتويجاً لمشروع “الجيل الذهبي” بقيادة هالاند ومارتن أوديجارد.
أما إيطاليا، فتجمد رصيدها عند 18 نقطة في المركز الثاني. هذا المركز يعني أن على أبطال “يورو 2020” مواجهة سيناريو “الملحق” المرعب من جديد. إنه الكابوس الذي تسبب في غياب “الأزوري” الصادم عن مونديالي 2018 و2022، وهو ما يضع مستقبل الفريق والمدير الفني على المحك في مواجهات فاصلة لا تقبل أنصاف الحلول.



