ليلة تاريخية لـ “فلسطين”.. سوريا ترافق الأشقاء إلى دور الثمانية بتعادل تكتيكي
في ليلة كروية تغلبت فيها لغة الحسابات على لغة الهجوم، حجز منتخبا فلسطين وسوريا مقعديهما رسمياً في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب 2025، عقب تعادلهما سلبياً في اللقاء الحاسم الذي جمعهما مساء الأحد على أرضية استاد “الثمامة” المونديالي، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الأولى.
ولم تكن المباراة مجرد 90 دقيقة من الركض، بل كانت “معركة شطرنج” تكتيكية بامتياز. دخل المنتخبان اللقاء وعين كل منهما على النقطة التي تضمن العبور، وعين أخرى تترقب ما يحدث في ملعب “البيت” بين تونس وقطر، وطغى الحذر الدفاعي والانضباط التكتيكي العالي على مجريات اللعب، حيث تجنب كلا المدربين المجازفة الهجومية غير المحسوبة التي قد تكلفهما هدفاً يبعثر الأوراق. ورغم بعض المحاولات الخجولة لكسر الجمود، إلا أن الرغبة المشتركة في الخروج بـ “بر الأمان” كانت هي العنوان الأبرز للقاء.
وأثبتت صافرة النهاية أن التعادل السلبي كان النتيجة الأمثل للطرفين؛ إذ رفع كل من “الفدائي” و”نسور قاسيون” رصيدهما إلى 5 نقاط. هذه النتيجة قطعت الطريق تماماً أمام المنتخب التونسي، الذي رغم فوزه العريض على قطر بثلاثية في المباراة المتزامنة، وجد نفسه خارج البطولة رفقة المنتخب القطري المستضيف، في واحدة من أقوى مفاجآت دور المجموعات.
وبهذا التعادل، انتزع المنتخب الفلسطيني صدارة المجموعة الأولى (بفارق الأهداف أو المواجهات المباشرة)، محققاً إنجازاً تاريخياً غير مسبوق. وتعد هذه المرة الأولى التي ينجح فيها “الفدائي” في تجاوز دور المجموعات والوصول إلى الأدوار الإقصائية في تاريخ مشاركاته بكأس العرب، مما يعكس تطوراً لافتاً في أداء الكرة الفلسطينية وشخصية الفريق في المواعيد الكبرى.
وعلى الجانب الآخر، أكد المنتخب السوري قوته بانتزاع بطاقة التأهل الثانية كوصيف للمجموعة، محافظاً هو الآخر على سجله خالياً من الهزائم في هذا الدور الحاسم. وأثبت “نسور قاسيون” أنهم رقم صعب في البطولة، بفضل التنظيم الدفاعي والقدرة على تسيير المباريات الصعبة للخروج بالنتائج المطلوبة، وبهذا التأهل المستحق، يضرب المنتخبان الشقيقان موعداً مع الإثارة في ربع النهائي، موجهين رسالة قوية لباقي المنافسين بأن المجموعة الأولى لم تكن سهلة المنال.



