رودريغو يمنح ريال مدريد قبلة الحياة أمام ألافيس بالدوري الإسباني

في ليلة شتوية باردة بمدينة فيتوريا، أثبت ريال مدريد مرة أخرى أن الشخصية والحلول الفردية الخارقة هي عملته الأثمن عندما تغيب المتعة الجماعية. ففي اختبار معقد على ملعب “مينديزوروزا” العنيد، انتزع النادي الملكي فوزاً “قيصرياً” شاقاً على مضيفه ديبورتيفو ألافيس بهدفين لهدف، ضمن منافسات الجولة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم “لا ليغا”.
وهذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط عابرة، بل كان “طوق نجاة” لكتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي لضمان عدم اتساع الفجوة مع الغريم التقليدي برشلونة. بهذا الفوز الثمين، رفع “اللوس بلانكوس” رصيدهم إلى 39 نقطة، معززين موقعهم في وصافة الترتيب ومقلصين الفارق إلى أربع نقاط فقط مع المتصدر الكتالوني، مبقين بذلك سباق اللقب مشتعلاً. في المقابل، تجمدت محاولات ألافيس الشجاعة عند النقطة 18 في المركز الثاني عشر، رغم الأداء الرجولي الذي قدموه بين جماهيرهم.
وبدأ اللقاء بحذر تكتيكي متوقع، حيث حاول ألافيس تضييق المساحات وحرمان نجوم الريال من الحرية. بدا ريال مدريد في الدقائق الأولى باحثاً عن الإيقاع المفقود، معتمداً على تحركات ثلاثي الهجوم الناري، ونقطة التحول الأولى جاءت في الدقيقة 24، في لقطة جسدت المعنى الحقيقي للجودة الفردية التي يمتلكها الميرينغي. جود بيلينغهام، الذي يواصل لعب دور “المايسترو” في وسط الملعب، أرسل تمريرة بينية حريرية ضربت عمق دفاعات ألافيس بدقة جراحية. في الطرف الآخر من التمريرة، كان “الصاروخ” الفرنسي كيليان مبابي في الموعد، حيث استغل سرعته الفائقة للانفراد بالمرمى، وبلمسة فنية رائعة، أودع الكرة في الشباك، معلناً عن تقدم الضيوف وهدوء نسبي في المدرجات الباسكية.
ولم يستسلم أصحاب الأرض في الشوط الثاني، ودخلوا بنية واضحة لتعكير صفو تقدم الريال. وبالفعل، أتت الرياح الباسكية بما لا تشتهي سفن أنشيلوتي في الدقيقة 69. استغل كارلوس فيسنتي كرة طولية خلف المدافعين، مروضاً إياها ببراعة قبل أن يطلق قذيفة سكنت شباك الحارس المدريدي. هدف أشعل الملعب، وزاد من دراميته تأكيد تقنية الفيديو (VAR) لصحته بعد لحظات من الشك.
وفي تلك اللحظات الحرجة، التي تتطلب رد فعل الأبطال، ظهر معدن ريال مدريد الحقيقي، حيث جاء الحل في الدقيقة 76 بنكهة برازيلية خالصة، في تكرار لسيناريوهات عديدة سابقة. فينيسيوس جونيور، الذي لا يهدأ على الرواق الأيسر، انطلق في غارة هجومية نموذجية، متوغلاً داخل منطقة الجزاء قبل أن يرسل عرضية أرضية متقنة. كان رودريغو جوس، الجناح الذي يجيد الظهور في الأوقات الحاسمة، في المكان والزمان المناسبين، ليحول الكرة بلمسة بارعة إلى داخل الشباك، مسجلاً هدف الفوز الغالي.
لم يقدم ريال مدريد أجمل مبارياته هذا الموسم، وعانى في فترات عديدة أمام تنظيم ألافيس الدفاعي وروحه القتالية، ورفع ريال مدريد رصيده إلى 39 نقطة في المركز الثاني، مقلصًا الفارق مع برشلونة المتصدر إلى أربع نقاط، في حين واصل ألافيس معاناته بتوقف رصيده عند 18 نقطة في المركز الثاني عشر.



