بورنموث يحرم اليونايتد من الانتصار في معركة الـ 8 أهداف بالدوري الإنجليزي

في ليلة كروية لن تمحى بسهولة من ذاكرة عشاق الدوري الإنجليزي الممتاز، خيم التعادل الإيجابي المثير بنتيجة (4-4) على المواجهة النارية التي جمعت بين مانشستر يونايتد وضيفه العنيد بورنموث، مساء اليوم، على أرضية ملعب “أولد ترافورد”، ضمن منافسات الجولة السادسة عشرة من “البريميرليج”.
ولم تكن المباراة مجرد مواجهة لجمع النقاط، بل تحولت إلى ملحمة هجومية مفتوحة كشفت عن الوجهين المتناقضين للفريقين: قوة هجومية ضاربة يقابلها هشاشة دفاعية قاتلة، مما أدى إلى تقاسم النقاط في نهاية المطاف. بهذا التعادل، رفع مانشستر يونايتد رصيده إلى 26 نقطة مستقراً في المركز السادس ومواصلاً سعيه للحاق بركب المربع الذهبي، بينما أضاف بورنموث نقطة ثمينة لرصيده الذي وصل إلى 21 نقطة في المركز الثالث عشر، ليؤكد قدرته على إحراج الكبار في عقر دارهم.
وبدأت المباراة بإيقاع سريع، حيث أظهر أصحاب الأرض نواياهم الهجومية مبكراً. ونجح النجم الإيفواري الشاب أماد ديالو في فك شفرة دفاعات الضيوف في الدقيقة 13، مانحاً التقدم لليونايتد ومُلهباً حماس الجماهير في المدرجات، إلا أن بورنموث، بقيادة مدربه الذي أجاد التعامل مع المرتدات، لم يقف مكتوف الأيدي. ففي الدقيقة 40، استغل المهاجم الغاني أنطوان سيمنيو هفوة دفاعية ليخطف هدف التعادل، معيداً المباراة إلى نقطة الصفر.
وبينما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة، تدخل البرازيلي الخبير كاسيميرو ليفرض كلمته، مسجلاً هدف التقدم الثاني لليونايتد في الدقيقة (45+4)، لينتهي الشوط الأول بتقدم “الشياطين الحمر” (2-1) وسط تفاؤل حذر، ومع انطلاق صافرة الشوط الثاني، انقلبت الموازين بشكل دراماتيكي. فاجأ بورنموث مضيفه بضغط عالٍ أسفر عن هدف التعادل السريع عبر البرازيلي إيفانيلسون في الدقيقة 46، قبل أن يضيف ماركوس تافيرنيير الهدف الثالث للضيوف في الدقيقة 52، واضعاً اليونايتد تحت ضغط هائل في ملعبه وبين جماهيره.
وأستشعر لاعبو مانشستر يونايتد الخطر، وانتفضوا لتدارك الموقف. القائد البرتغالي برونو فرنانديز تقمص دور المنقذ وسجل هدف التعادل (3-3) في الدقيقة 77 بتسديدة متقنة. ولم تكد تمضي دقيقتان حتى اشتعل “مسرح الأحلام” مجدداً، حين تمكن الوافد ماتيوس كونيا من تسجيل الهدف الرابع لليونايتد في الدقيقة 79، ليظن الجميع أن الفوز قد دان لأصحاب الأرض بعد هذا التحول المثير في النتيجة.
وفي الوقت الذي كان يبحث فيه اليونايتد عن تأمين النتيجة، رفض بورنموث رفع الراية البيضاء. وفي الدقيقة 84، وجه اللاعب إيلي كروبي صدمة قوية لدفاعات اليونايتد بتسجيله هدف التعادل الرابع، مستغلاً غياب التركيز في الدقائق الحاسمة، وحاول الفريقان خطف هدف الفوز في الدقائق المتبقية، إلا أن صافرة الحكم كانت أسرع، لتعلن نهاية واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة بالتعادل العادل (4-4)، وهي نتيجة تعكس المتعة الحقيقية للدوري الإنجليزي، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات عديدة حول المنظومة الدفاعية لمانشستر يونايتد وقدرته على الحفاظ على تقدمه في اللحظات الحرجة.



