المغرب تفوز علي السعودية ويضربون موعداً مع سوريا بكأس العرب
في ليلة كروية عربية خالصة احتضنها ملعب “لوسيل” المونديالي، نجح منتخب المغرب في فرض كلمته وانتزاع فوز تكتيكي ثمين على شقيقه المنتخب السعودي بهدف نظيف، وذلك في ختام منافسات دور المجموعات (المجموعة الثانية) لبطولة كأس العرب “قطر 2025”.
والمباراة لم تكن مجرد صراع على النقاط الثلاث، بل كانت معركة لفك الاشتباك على صدارة المجموعة، وهو ما نجح فيه “أسود الأطلس” بامتياز، مؤكدين جاهزيتهم للمنافسة بقوة على اللقب العربي.
ودخل المنتخب المغربي اللقاء بنوايا هجومية واضحة، ولم يمهل خصمه السعودي وقتاً طويلاً لجس النبض. ففي الدقيقة 13، ومن جملة تكتيكية رائعة، أرسل المتألق طارق تيسودالي تمريرة حريرية ضربت عمق الدفاع السعودي، لتجد القناص كريم البركاوي الذي لم يتوانَ في إيداعها الشباك بلمسة فنية متقنة، مانحاً الأفضلية لبلاده ومربكاً حسابات “الأخضر” مبكراً.
والشوط الثاني شهد ذروة الإثارة، حيث رمى المنتخب السعودي بكل ثقله الهجومي بحثاً عن التعديل. وجاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 69 عندما احتسب الحكم ركلة جزاء للأخضر، انبرى لها المهاجم الشاب عبد الله الحمدان.
وفي لقطة حبست الأنفاس وأثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، قرر الحمدان تنفيذ الركلة بطريقة “بانينكا” الاستعراضية، إلا أن التنفيذ افتقد للدقة، لتعلو الكرة العارضة الأفقية وتضيع معها فرصة العودة في النتيجة، وسط حسرة الجماهير السعودية وفرحة عارمة في المعسكر المغربي.
وبهذا الانتصار المستحق، قلب المنتخب المغربي الطاولة في المجموعة الثانية، رافعاً رصيده إلى 7 نقاط ليخطف الصدارة عن جدارة. في المقابل، تجمد رصيد المنتخب السعودي عند 6 نقاط، ليتراجع إلى المركز الثاني بعدما كان ضامناً للتأهل سلفاً بفوزه السابق على جزر القمر.
ونتائج هذه القمة رسمت ملامح مواجهات نارية في الدور ربع النهائي يوم الخميس المقبل، حيث سيكون “أسود الأطلس” في مهمة عربية أخرى أمام المنتخب السوري، بينما يجد المنتخب السعودي نفسه في مواجهة محفوفة بالمخاطر وتتسم بالندية الكبيرة أمام المنتخب الفلسطيني “الفدائي”، في ديربي آسيوي لا يقبل القسمة على اثنين.
ويخرج المغرب من هذه القمة بمكاسب معنوية هائلة ورسالة شديدة اللهجة لجميع المنافسين، بينما سيكون على الجهاز الفني للسعودية إعادة ترتيب الأوراق سريعاً وتجاوز صدمة الخسارة قبل الدخول في معمعة الأدوار الإقصائية.
