إنتر ميلان يروض جنوى في معقله وينتزع صدارة الدوري الإيطالي

في ليلة كروية صاخبة على ملعب “لويجي فيراريس”، نجح إنتر ميلان في توجيه رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه، منتزعاً صدارة الدوري الإيطالي لكرة القدم، بعد تحقيقه فوزاً شاقاً وثميناً على مضيفه جنوى بنتيجة (2-1)، في إطار منافسات الجولة الخامسة عشرة من “الكالتشيو”.
ولم تكن المباراة مجرد نزهة لكتيبة المدرب سيموني إنزاغي، بل كانت اختباراً حقيقياً للشخصية والصلابة الذهنية في واحد من أصعب ملاعب إيطاليا، ليؤكد “الأفاعي” جاهزيتهم للمضي قدماً نحو الحفاظ على لقب “السكوديتو”، لم يمهل الضيوف أصحاب الأرض وقتاً لجس النبض؛ حيث دخل إنتر ميلان اللقاء بنوايا هجومية واضحة، كشفت عن رغبة جامحة في حسم الأمور مبكراً. وجاءت الدقيقة السادسة لتعلن عن أولى الأفراح، حين تمكن المدافع الشاب يان أوريل بيسيك من تقمص دور المهاجمين، مفتتحاً التسجيل ومربكاً حسابات “الروسوبلو” منذ البداية.
وهذا الهدف المبكر منح “النيراتزوري” سيطرة تكتيكية وهدوءاً نسبياً، سمح لهم بتسيير مجريات الشوط الأول بذكاء، مع استغلال المساحات التي خلفها اندفاع جنوى لمحاولة التعديل، وبينما كان جنوى يحاول لملمة أوراقه، ظهر القائد الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في الصورة عند الدقيقة 38. “التورو”، وكعادته في المواعيد الكبرى، أطلق تسديدة صاروخية لا تصد ولا ترد، معززاً تقدم فريقه بهدف ثانٍ، ليمنح زملاءه جرعة هائلة من الثقة قبل الدخول إلى غرف الملابس. بدا حينها أن الإنتر في طريقه لفوز كاسح ومريح.
والشوط الثاني شهد وجهاً مغايراً لأصحاب الأرض؛ حيث رمى جنوى بكل ثقله الهجومي مدعوماً بجماهيره العريضة لتقليص الفارق. وأسفر هذا الضغط عن هدف أعاد الإثارة للمباراة في الدقيقة 68 بتوقيع اللاعب فيتينيها، الذي استغل هفوة دفاعية ليشعل المدرجات ويضع دفاع الإنتر تحت ضغط هائل في الثلث الأخير من اللقاء.
وعلى الرغم من المحاولات المستميتة لجنوى لإدراك التعادل، أظهر إنتر ميلان تماسكاً دفاعياً، وخبرة كبيرة في “قتل” رتم المباراة وتسيير الدقائق المتبقية، ليخرج فائزاً بنقاط المباراة كاملة، وبهذا الانتصار الاستراتيجي، رفع إنتر ميلان رصيده إلى 33 نقطة، مرتقياً إلى قمة جدول ترتيب الدوري الإيطالي، في المقابل، تعقدت وضعية جنوى الذي تجمد رصيده عند 14 نقطة، ليقبع في المركز السادس عشر.



