مفارقة الكلاسيكو: بين إستحواذ برشلونة وخطورة ريال مدريد

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية عن تحليل عميق للأرقام التي رافقت مواجهة الكلاسيكو الأخيرة بين ريال مدريد وبرشلونة، مسلطة الضوء على مفارقة تكتيكية حادة لخصت سيناريو المباراة، وهذه المواجهة لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت مسرحًا لتسجيل أرقام تاريخية جديدة تؤكد تباين فلسفتي اللعب بين الفريقين، خاصة في عهد المدرب الألماني هانز فليك.
وعلى الرغم من الخسارة، حقق فريق برشلونة رقمًا قياسيًا جديدًا تحت قيادة هانز فليك من حيث السيطرة على الكرة. بلغت نسبة استحواذ برشلونة في هذه المباراة 68.5%، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق منذ تولي المدرب الألماني الإدارة الفنية للنادي الكتالوني.
وهذه السيطرة ترجمت إلى أرقام تعكس جودة بناء اللعب والتمرير، حيث قام الفريق بـ 637 تمريرة صحيحة على مدار التسعين دقيقة، بدقة تمريرات ممتازة وصلت إلى 89.6%، ومع ذلك، تكشف النتيجة النهائية أن هذا الاستحواذ كان في الغالب “سيطرة سلبية”، حيث لم ينجح الفريق في تحويل هيمنته العددية في وسط الملعب إلى خطورة حقيقية ومباشرة على مرمى الخصم.
وفي المقابل، أثبت ريال مدريد أن الفوز لا يتطلب الهيمنة على الكرة، بل يتطلب التركيز على الفاعلية والتهديد المباشر، وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق الملكي لم يحتج إلى نسبة استحواذ عالية لتهديد مرمى برشلونة، بل اعتمد على الأداء الهجومي المكثف والتحولات السريعة.
وكانت المحصلة رقمًا غير مسبوق في عهد فليك؛ إذ سدد ريال مدريد 23 كرة في المجمل، وهو أعلى عدد تسديدات للفريق الأبيض على الإطلاق أمام برشلونة في الفترة الأخيرة. والأكثر أهمية هو تحويل هذا الكم إلى 10 تسديدات مباشرة على المرمى، مما يوضح الحدة الهجومية والقدرة على إنهاء الهجمات التي تميز بها الفريق الفائز.
وأظهر تحليل الأرقام أن ريال مدريد تعلم من أخطاء الماضي، خاصة من الكلاسيكو الذي خسره برباعية نظيفة في الموسم الماضي. ففي تلك المواجهة، وقع لاعبو الريال في مصيدة التسلل 12 مرة، أما في المباراة الأخيرة، فقد اكتفى الفريق بـ 5 حالات تسلل فقط، مما يشير إلى تحسن كبير في التوقيت والتحركات الهجومية.
كما شهدت المباراة رقمًا قياسيًا في عدد الركلات الركنية (12) لصالح ريال مدريد، مما يعكس الضغط المتواصل على دفاعات برشلونة، في المقابل، ظهر برشلونة بـ حدة أقل في الضغط والسيطرة الدفاعية، واكتفى بارتكاب تسع مخالفات فقط طوال اللقاء، وهو ما قد يدل على انخفاض مستوى القتالية والاحتواء الدفاعي للاعبي الفريق الكتالوني.
خلاصة المواجهة: فوز يكسر السلسلة السلبية
يُذكر أن هذه المواجهة كانت الخامسة بين الفريقين منذ تولي فليك قيادة برشلونة، والأهم أنها شهدت أول فوز لريال مدريد بعد سلسلة من أربع هزائم متتالية أمام الفريق الكتالوني، وهذه الأرقام تؤكد أن تشابي ألونسو نجح في فك عقدة الكلاسيكو عبر فلسفة تقوم على السرعة والفاعلية المباشرة، متفوقًا على فلسفة الاستحواذ التي طبقها هانزي فليك.
إقرأ أيضاً.. ريال مدريد يكشف تفاصيل إصابة كارفخال الخطيرة في الكلاسيكو



