ليفربول يغلق أبواب “آنفيلد” في وجه جيمي كاراجر بعد حربه على صلاح

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة تعكس عمق الأزمة الداخلية التي يعيشها نادي ليفربول الإنجليزي، قررت إدارة النادي برئاسة مجموعة “فينواي” الرياضية، حظر دخول أسطورة الفريق والمحلل التلفزيوني الحالي، جيمي كاراجر، إلى ملعب “آنفيلد”. يأتي هذا القرار الحاسم كرد فعل مباشر على سلسلة التصريحات النارية والانتقادات اللاذعة التي وجهها كاراجر مؤخراً ضد سياسات النادي وعدد من أبرز نجومه، مما هدد بزعزعة استقرار غرفة الملابس في توقيت حرج من الموسم.

ووفقاً لتقارير صحفية، استندت إلى معلومات من الصحفي الموثوق بول جويس (The Times)، فإن قرار المنع لم يكن وليد اللحظة، بل جاء تراكمياً بعدما رأت الإدارة العليا للنادي أن كاراجر قد تجاوز الخطوط الحمراء الفاصلة بين “التحليل الفني الموضوعي” و”التشويه المتعمد”. وأشارت التقارير إلى أن النادي اعتبر أن المدافع السابق بات يمثل عبئاً إعلامياً، حيث تسببت تصريحاته المستمرة في إحراج المؤسسة وتأليب الرأي العام، مما استدعى تدخلاً إدارياً لفرض الهدوء وحماية صورة النادي من التشويش المستمر.

ولعل المحرك الرئيسي لهذا القرار الدراماتيكي هو الحرب الكلامية المفتوحة التي شنها كاراجر ضد النجم المصري محمد صلاح. فقد شهدت الأسابيع الماضية توتراً متصاعداً، حيث دأب كاراجر عبر منصاته الإعلامية على توجيه انتقادات حادة لأداء صلاح وموقفه من تجديد العقد، واصفاً إياه بعبارات اعتبرتها الجماهير والإدارة “غير منصفة” وتفتقر للاحترام الواجب لهداف الفريق التاريخي في البريميرليج.

وهذه الهجمات لم تؤثر فقط على الحالة الذهنية للاعب، بل وضعت النادي في موقف حرج أمام جماهيره التي ترى في صلاح أيقونة لا تُمس. ويرى محللون أن إدارة ليفربول، بهذا القرار، تبعث برسالة طمأنة قوية لصلاح، مفادها أن النادي يقف في صف لاعبيه الحاليين ويحميهم من أي “ضوضاء خارجية”، حتى لو كان مصدرها أحد أبناء النادي القدامى.

ويثير هذا القرار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الإنجليزية حول حدود العلاقة بين الأندية ومحللي القنوات التلفزيونية الذين كانوا سابقاً جزءاً من هذه الكيانات. فبينما يرى البعض أن ليفربول يمارس حقه المشروع في حماية أصوله (اللاعبين) واستقراره الفني، يرى آخرون أن منع كاراجر – الذي خاض أكثر من 700 مباراة بقميص الريدز – يعد إجراءً قاسياً قد يوسع الفجوة بين أساطير النادي والإدارة الحالية.

ومع ذلك، يبدو أن إدارة ليفربول قد حسمت خيارها بتقديم “الاستقرار الآني” للفريق على “العلاقات التاريخية”، في محاولة لفرض سياج من التركيز حول كتيبة المدرب آرني سلوت، بعيداً عن السجالات الإعلامية التي لا طائل منها سوى إشعال الفتن الداخلية.

أقرأ أيضا.. روبرتسون: صلاح أسطورة ليفربول الخالدة.. ونأمل في نهاية للأزمة الحالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى