ليفربول يغرق في بحر الهزائم وكلوب يعود للصورة منقذًا

يعيش نادي ليفربول الإنجليزي واحدة من أحلك فتراته في السنوات الأخيرة، حيث تحولت “أحلام الحفاظ على اللقب” إلى كابوس يطارد جماهير الأنفيلد. فبعد موسم استثنائي سطر فيه المدرب الهولندي أرني سلوت اسمه بأحرف من ذهب، محققًا لقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج) في عامه الأول، وجد الفريق نفسه فجأة في نفق مظلم من النتائج الكارثية مع انطلاقة الموسم الجديد.

ووفقًا لتقارير حصرية نشرها موقع “Fichajes” الإسباني، فإن إدارة الريدز تدرس بجدية تامة إنهاء الارتباط بالمدرب الهولندي، بعدما استنفد الفريق رصيده من الأعذار، وبات الوضع ينذر بموسم صفري قد يعصف بمكتسبات النادي الاقتصادية والرياضية، ولعل ما يزيد من حدة الغضب داخل أروقة النادي، هو حجم الإنفاق الفلكي الذي شهده الميركاتو الصيفي الأخير. فقد فتحت إدارة ليفربول خزائنها على مصراعيها، مستثمرة ما يتجاوز 400 مليون يورو لبناء “فريق الأحلام”.

وصفقات من العيار الثقيل انضمت للكتيبة الحمراء، أبرزها المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، والموهبة الفرنسية هوجو إيكتيكي، وصانع الألعاب الألماني فلوريان فيرتز، بالإضافة إلى الأجنحة الطائرة جيريمي فريمبوج وكيركيز، وورغم هذه الترسانة المدججة بالنجوم، جاء الواقع صادمًا؛ إذ سقط الفريق في فخ الهزيمة 6 مرات خلال 12 جولة فقط بالدوري، وهو رقم لا يليق بحامل اللقب. ولم تتوقف النكسات محليًا، بل امتدت قاريًا بسقوط مدوٍ ومؤلم أمام آيندهوفن الهولندي في دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي اعتبرها الكثيرون “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

وتشير المصادر المطلعة من داخل النادي إلى أن المشكلة تتجاوز سوء النتائج؛ إذ يرى صناع القرار أن المشروع الرياضي فقد توازنه النفسي والتكتيكي. يبدو أن أرني سلوت، الذي أشاد به الجميع الموسم الماضي، لم ينجح في توليف هذه المجموعة الجديدة من النجوم، وفشل في تحويل الأموال الضخمة إلى أداء ملموس على أرض الملعب.

والأخطر من ذلك، هو التقارير التي تتحدث عن فجوة اتسعت بين المدرب وغرفة خلع الملابس، حيث يبدو أن اللاعبين فقدوا الإيمان بأسلوب مدربهم، مما يستدعي تدخلاً جراحيًا عاجلاً لإعادة الانضباط والاستقرار قبل فوات الأوان، ومع اقتراب إقالة سلوت، وضعت إدارة ليفربول قائمة مختصرة تضم ثلاثة أسماء وازنة لإنقاذ الموسم:

يورجن كلوب (الخيار العاطفي والتاريخي):

يبقى الاسم الحلم لجماهير الريدز. الأسطورة الألمانية الذي أعاد ليفربول لمنصات التتويج محليًا وأوروبيًا. يُنظر إليه كـ “الخيار الآمن” القادر على إعادة الروح والهوية المفقودة للفريق فورًا. ورغم صعوبة عودته بعد موسمين فقط من الرحيل، إلا أن نداء الأنفيلد قد يكون أقوى من أي اعتبارات أخرى.

أندوني إيراولا (المهندس التكتيكي):

المدرب الإسباني الذي لفت الأنظار بقدرته الفائقة على بناء فرق صلبة بموارد محدودة. تراه الإدارة خيارًا مثاليًا لمشروع طويل الأمد، قادرًا على إعادة تنظيم الفوضى التكتيكية الحالية وتحسين جودة الأداء الجماعي بعيدًا عن الاعتماد الفردي.

أنجي بوستيكوجلو (المغامر الجريء):

الاسم الثالث هو المدرب المعروف بكرته الهجومية الشاملة. رغم تذبذب نتائجه في تجاربه السابقة مع توتنهام ونوتنجهام فورست، إلا أن فلسفته قد تكون هي “الصدمة الكهربائية” التي يحتاجها نجوم ليفربول لاستعادة شغفهم وحيويتهم الهجومية.

ساعات الحسم

ويؤكد التقرير أن قرار الإقالة وتعيين البديل لم يعد رفاهية، بل ضرورة قصوى. استمرار الوضع الحالي يعني غياب ليفربول عن المنافسات الأوروبية الموسم المقبل، مما سيمثل كارثة اقتصادية تضرب قيمة الاستثمارات الضخمة في مقتل، والكرة الآن في ملعب إدارة ليفربول: هل تعيد “كلوب” لترميم البيت، أم تراهن على تكتيك “إيراولا”، أم تغامر بـ “بوستيكوجلو”؟ الأيام القليلة القادمة ستحمل الإجابة النهائية.

إقرأ أيضًا.. موعد مباراة ليفربول القادمة بعد الخسارة أمام أيندهوفن في دوري الأبطال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى