كيف ربح أرني سلوت “معركة تكسير العظام” مع صلاح بدعم غرفة الملابس؟

في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون أن تعصف أزمة النجم المصري محمد صلاح باستقرار الجهاز الفني لنادي ليفربول، كشفت الكواليس الداخلية لقلعة “أنفيلد” عن واقع مغاير تماماً، حيث يبدو أن المدرب الهولندي أرني سلوت قد نجح في ترسيخ أقدامه بشكل أعمق مما كان متوقعاً، مستنداً إلى ظهير قوي من دعم اللاعبين والإدارة العليا.

وكشف تقرير مطول نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن خبايا غرفة الملابس في أعقاب التوترات الأخيرة، مؤكداً أن سلوت لم يخرج من الأزمة مجروحاً، بل ازداد قوة بفضل “التحالف التكتيكي والإداري” الذي سانده، وعلى عكس السيناريوهات المعتادة في كرة القدم، حيث يميل اللاعبون عادةً لصف النجم الأول للفريق عند الصدام مع المدرب، أظهرت غرفة ملابس ليفربول نضجاً كبيراً. فقد أعربت “الحلقة الضيقة” من قادة ومؤثري الفريق، وعلى رأسهم الحارس البرازيلي أليسون بيكر، ولاعب الوسط المجري دومينيك سوبوسلاي، والشاب المتألق كورتيس جونز، عن احترامهم الكامل للمنهجية التي يدير بها سلوت الفريق.

والدعم هنا لم يكن عاطفياً، بل نبع من قناعة فنية؛ حيث يرى هؤلاء النجوم أن سلوت “تكتيكي بارع” قادر على استخراج أفضل النسخ الفنية منهم، وهو ما جعلهم يغلبون مصلحة المجموعة والفكر التكتيكي للمدرب على أي تعاطف شخصي في أزمته مع صلاح، ولم يكن الدعم مبنياً على الكلام المرسل فحسب، بل عززته النتائج والأداء على أرض الملعب. التقرير البريطاني سلط الضوء على النجاح الباهر لخطة (4-4-2 الماسية) التي اعتمدها سلوت مؤخراً.

وقد تجلى نجاح هذا الفكر في موقعة “سان سيرو” أمام إنتر ميلان الإيطالي يوم الثلاثاء الماضي، حيث قدم الفريق عرضاً تكتيكياً منضبطاً عكس بوضوح بصمة المدرب، وتزامن ذلك مع دعم جماهيري صاخب من مشجعي “الريدز” الذين سافروا خلف الفريق، موجهين رسالة دعم واضحة لربان السفينة.

ولعل النقطة الأخطر التي كشف عنها التقرير هي التنسيق عالي المستوى بين سلوت والإدارة العليا للنادي. قرار استبعاد محمد صلاح من التشكيل الأساسي في مباراة منتصف الأسبوع لم يكن قراراً انفعالياً من المدرب منفرداً، بل تم بتنسيق كامل ومباركة من إدارة ليفربول، وهذا الموقف يرسل رسالة واضحة مفادها أن النادي يدعم فرض الانضباط والقرارات الفنية للمدرب مهما كان اسم اللاعب، مما يمنح سلوت حصانة قوية وصلاحيات واسعة في إدارة الفريق، ويؤكد أن المؤسسة اختارت “الاستقرار الفني” كأولوية قصوى في هذه المرحلة الحرجة.

ويُظهر المشهد الحالي في ليفربول أن أرني سلوت قد كسب الجولة الأولى والأهم في فرض شخصيته. فبينما كانت التوقعات تشير إلى انقسام الفريق، أثبت الواقع أن الغالبية العظمى من اللاعبين، مدعومين بقرارات الإدارة، يقفون في خندق المدرب، مراهنين على مشروعه لقيادة الفريق نحو الألقاب، حتى لو كان الثمن هو الصدام مع أسطورة النادي الأولى.

اقرأ أيضا.. ليفربول يجهز (100 مليون يورو) لضم بديل استراتيجي لـ محمد صلاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى