صامويل أومتيتي يكشف التفاصيل المأساوية التي أنهت مسيرته الذهبية مع برشلونة

لطالما كانت مسيرة المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي مع نادي برشلونة قصة صعود صاروخي تلتها سلسلة من الإخفاقات المفاجئة، وهي الرحلة التي انتهت باعتزاله كرة القدم في سن مبكرة نسبياً.

وبعد صمت طويل، خرج أومتيتي، القائد السابق لنادي ليون والمنتصر بكأس العالم 2018، ليكشف تفاصيل معاناته مع إصابة الركبة المزمنة التي قضت على مستقبله في “كامب نو”، وكيف أثرت الضغوط والانتقادات الجماهيرية عليه نفسياً بشكل مدمر، وتُقدم تصريحات أومتيتي الأخيرة نظرة عميقة على الكواليس، وتوضح الخلافات التي نشأت مع إدارة برشلونة حول طريقة العلاج، مما يلقي الضوء على الوجه الآخر لحياة النجم الكروي.

وبدأ أومتيتي مسيرته مع برشلونة في عام 2016 قادماً من ليون مقابل 25 مليون يورو. كانت الفترة الأولى له مذهلة، حيث فرض نفسه بسرعة على التشكيلة الأساسية ونال إعجاب الجماهير، لدرجة أن البعض قارنه بالأسطورة كارليس بويول، وبلغت مسيرة أومتيتي ذروتها بتتويجه بكأس العالم 2018 مع منتخب فرنسا، حيث كان لاعباً محورياً وسجل هدفاً حاسماً.

ولكن المفارقة المأساوية هي أن هذا الإنجاز كان بمثابة نقطة الانحدار في مسيرته. بعد المونديال مباشرة، بدأت سلسلة من الإصابات والعمليات الجراحية التي لم يستطع تجاوزها بشكل كامل، وأكد أومتيتي أن معظم مبارياته الرسمية الـ 134 مع برشلونة، والتي فاز خلالها بـ 7 ألقاب، كانت محصورة بين عامي 2016 و 2018.

وكشف المدافع الفرنسي عن نقطة خلاف جوهرية مع النادي الكتالوني، تتعلق بطريقة التعامل مع إصابته في الركبة. بعد المونديال، سعى أومتيتي لتحديد طبيعة مشكلته واتخاذ القرار العلاجي الأمثل، لكنه لم يتفق تماماً مع الإدارة، وقال: “حقيقة أنني لم أتابع إعادة التأهيل مع النادي لا تعني أنني لا أحترمهم، ببساطة قررت أن أفعل شيئًا آخر لأن ما تم تقديمه لي لم يكن مفيدًا”.

وأوضح أومتيتي أنه استشار متخصصين خارجيين، وغالبيتهم أشاروا إلى أن التدخل الجراحي ليس ضرورياً. وفي النهاية، احترم برشلونة قراره باتباع خطة علاجية مختلفة عن تلك التي اقترحها الطاقم الطبي للنادي، هذا القرار، رغم كونه قراراً شخصياً، فتح الباب أمام التكهنات والانتقادات الجماهيرية.

وكان الجانب الأشد قسوة في تجربة أومتيتي هو الضغط النفسي الهائل والانتقادات غير المنصفة التي تعرض لها من الجمهور ووسائل الإعلام. فمع تراجع مستواه وتكرار غياباته، بدأت الاتهامات تنهال عليه، وأضاف: “بدأ الناس يتحدثون ويقولون أشياء غير صحيحة، وألقوا كل اللوم علي… أهم شيء بالنسبة لي كان العودة للعب كرة القدم، هذا أثر ذلك علي نفسيًا كثيرًا، ربما بسبب فترات الاكتئاب”.

وأشار أومتيتي إلى أنه وصل إلى مرحلة لم يكن يخرج فيها من المنزل أحياناً، بسبب الشعور بالاستياء من الاتهامات بأن جهده كان غير كافي، ولكنه أكد في المقابل أنه كان يقوم بـ “جلسات تدريبية مكثفة، مرتين أو ثلاث مرات يومياً”، واتبع “نظاماً غذائياً صارماً لتقليل الالتهاب”، وهذه التفاصيل تكشف عن معركة صامتة خاضها اللاعب خلف الكواليس لإثبات أنه لم يتخل عن محاولاته.

إقرأ أيضاً.. التاريخ يُكتب: 30 منتخباً حجزوا مقاعدهم في كأس العالم 2026.. تعرف عليهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى