زلزال في مدريد: فلورنتينو بيريز يخطط لإنهاء “حقبة الملوك” والتنحي عن رئاسة ريال مدريد

في خطوة مفاجئة وصفت بـ “الزلزال” داخل أروقة العاصمة الإسبانية، كشفت مصادر صحفية رفيعة المستوى، أبرزها الصحفي الموثوق بيبي ألفاريز، عن قرار مصيري اتخذه رئيس نادي ريال مدريد، “الدون” فلورنتينو بيريز، يقضي بالتنحي عن منصبه كرئيس للنادي الملكي خلال العام المقبل.

ويأتي هذا القرار الصادم ليعصف باستقرار “البيت الأبيض”، خاصة وأن ولاية بيريز الحالية، التي فاز بها بالتزكية، تمتد نظريًا حتى عام 2028. لكن يبدو أن الرئيس الذي أعاد تعريف مفهوم “الرئاسة” في كرة القدم الحديثة، لا ينوي إكمال مدته.

ووفقًا للمعلومات المسربة، فإن قرار بيريز لم يكن وليد لحظة عابرة، بل هو نتاج تفكير عميق وتخطيط استراتيجي. يرفض بيريز، البالغ من العمر 78 عامًا، فكرة الرحيل المفاجئ أو ترك النادي في فراغ إداري. وبدلاً من ذلك، يسعى “مهندس” الصفقات الكبرى إلى “هندسة” خروجه بنفس الدقة التي أدار بها ملفات النادي لعقود.

والهدف الأساسي لبيريز هو ضمان “انتقال منظم ومدروس” للسلطة. هو يدرك تمامًا حجم الإرث الذي سيتركه خلفه، من مشروع “سانتياغو برنابيو” الجديد الذي يُعد “درة تاج” مشاريعه، إلى الهيكل الاقتصادي والرياضي المتين الذي بناه.

وتشير المصادر إلى أن بيريز يفضّل أن تتم عملية التسليم والتسلم بشكل يضمن استمرارية هذا المشروع الضخم. ولا يُستبعد أن يكون بيريز قد بدأ بالفعل في تجهيز “خليفة” يحظى بثقته وثقة الأعضاء (السوسيوس)، لضمان عدم حدوث أي هزة عنيفة، سواء تم اللجوء إلى تصويت الأعضاء (الانتخابات) أو تم التوافق على مرشح واحد.

ويُعد فلورنتينو بيريز، بلا شك، أحد أكثر الرؤساء تأثيرًا ليس فقط في تاريخ ريال مدريد، بل في تاريخ كرة القدم العالمية. لقد أعاد تعريف النادي في حقبتين رئاسيتين مختلفتين جذريًا.

والحقبة الأولى (2000-2006) كانت عهد “الجالاكتيكوس” الأول، حيث جلب نجومًا بحجم زيدان، فيغو، رونالدو، وبيكهام، محولًا ريال مدريد إلى علامة تجارية عالمية تتجاوز حدود الرياضة.

أما الحقبة الثانية (من 2009 حتى الآن)، فقد كانت أكثر نضجًا ونجاحًا على المستوى الرياضي. شهدت هذه الفترة هيمنة شبه مطلقة على دوري أبطال أوروبا، وتحقيق إنجازات تاريخية، بالتوازي مع بناء إمبراطورية اقتصادية جعلت ريال مدريد النادي الأغنى والأقوى في العالم، وتوجت كل ذلك بالمشروع الإنشائي الأضخم: تطوير ملعب سانتياغو برنابيو ليصبح أيقونة معمارية ومصدر دخل هائل للنادي.

ويفتح هذا القرار الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل “القلعة البيضاء”. من سيجرؤ على ملء الفراغ الذي سيتركه بيريز؟ وكيف سيتعامل الرئيس القادم مع ملفات شائكة مثل إدارة فريق يضم نجومًا بحجم مبابي، بيلينغهام، وفينيسيوس، واستكمال جني ثمار الملعب الجديد؟

ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة حراكًا داخليًا مكثفًا في “الفالديبيباس” وفي مكاتب البرنابيو. ستبدأ الأسماء بالظهور، وستبدأ التحالفات بالتشكل. وبينما ينتظر العالم الإعلان الرسمي وتأكيد هذه الأنباء من فلورنتينو بيريز نفسه، فإن شيئًا واحدًا مؤكد: ريال مدريد على أعتاب نهاية حقبة تاريخية، وبداية فصل جديد مليء بالتحديات والترقب.

اقرا أيضًا.. تشابي ألونسو يتنفس الصعداء بعودة رباعي القوة الضاربة قبل مواجهة إلتشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى