حرب التصريحات الأزلية: كريستيانو رونالدو يرفض الاعتراف بتفوق ليونيل ميسي عبر التاريخ

تظل المنافسة بين الأسطورتين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي هي القصة الأهم والأكثر استمرارية في تاريخ كرة القدم الحديث، وعلى الرغم من ابتعادهما عن صراعات القمة الأوروبية وتواجد الأول في نادي النصر السعودي والثاني في إنتر ميامي الأمريكي، فإن الجدل حول “الأفضل في التاريخ” يرفض أن يخفت، ويستمر القائد البرتغالي في إشعال فتيله بتصريحات متجددة تؤكد إيمانه المطلق بتفوقه.

والموقف الأخير لرونالدو في حواره المرتقب مع الإعلامي البريطاني “بيرس مورغان” حيث رفض مجدداً الاعتراف بأن ميسي هو الأفضل منه أو الأفضل في التاريخ  ما هو إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المواقف التي تعود إلى أكثر من عقد من الزمان. هذه السلسلة تعكس الثقة الهائلة التي يتمتع بها النجم البرتغالي، والتي جعلته يصر على أنه اللاعب “الأكثر اكتمالاً” على مر العصور.

دعونا نستعرض ونحلل أبرز المرات التي أعلن فيها رونالدو رفضه القاطع للاعتراف بأفضلية غريمه التقليدي، مؤكداً تفوقه الذاتي على الرغم من كل المؤشرات:

1. مقارنة “فيراري وبورش” (2012): بداية الجدل الصريح

كان عام 2012 نقطة تحول حقيقية في صراع الجوائز الفردية. في ذلك العام، كان اللاعبان في أوج عطائهما في الدوري الإسباني. ورغم أن رونالدو قاد ريال مدريد للتتويج بلقب الليغا مسجلاً 46 هدفاً، إلا أن ميسي حطم رقماً قياسياً تاريخياً بتسجيله 91 هدفاً خرافياً في عام ميلادي واحد، ليتوج بالكرة الذهبية الرابعة له على التوالي.

وفي خضم هذا التفوق الساحق لميسي على مستوى الجوائز، اختار رونالدو شبكة “CNN” ليضع أساس فلسفته في المقارنة، قائلاً: “في الوقت الحالي، أعتقد أنني الأفضل. أحيانًا المقارنات مع ميسي تُرهقني، وبالنسبة له أيضًا، لأنهم يقارنون بيننا دائمًا. لا يمكن مقارنة سيارة فيراري بسيارة بورش، فالمحرك مختلف، هو يقدم الأفضل مع برشلونة، وأنا أقدم الأفضل مع ريال مدريد”، وهذا التصريح كان بمثابة إعلان واضح بأنه يرفض أن يُقارن به كلاعب ثانوي، بل يرى نفسه نداً متساوياً بمميزات مختلفة تماماً.

2. “الأرقام تتحدث عن نفسها” عام 2015 (مقابلة BBC)

بعد بضع سنوات، وعندما كان الجدل لا يزال محتدماً، عاد رونالدو ليؤكد تفوقه ليس على ميسي فحسب، بل ليؤكد مكانته الأسطورية في كرة القدم ككل. هذه المرة، لم يحتج إلى تقديم مقارنات معقدة، بل اعتمد على الأرقام الصارخة التي حققها، موضحاً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

حيث قال: “لست بحاجة لأن أقول إنني أسطورة في تاريخ كرة القدم، الأرقام تتحدث عن نفسها. ربما ترى أن ميسي أفضل، لكن في رأيي أنا الأفضل، الأمر بسيط”، وهنا، يضع رونالدو الأمر في خانة الرأي الشخصي، ولكنه يؤكد رأيه الداخلي الذي لا يتزعزع بأن لا أحد يمكنه أن يزاحمه في تلك المكانة.

3. الإشارة إلى تكافؤ الكرات الذهبية (2018)

وصلت المنافسة إلى ذروتها بعدما نجح رونالدو في تحقيق تعادل تاريخي مع ميسي في عدد الكرات الذهبية، ليصبح لكل منهما خمس كرات ذهبية، وذلك بعد سنوات من التألق مع ريال مدريد وفوزه بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا.

في هذا السياق، استغل رونالدو المقابلة مع مجلة “فرانس فوتبول” التي تمنح الجائزة ليؤكد على هذه النقطة، قائلاً بوضوح: “لم يفز أي لاعب آخر بعدد الجوائز الفردية التي فزت بها، أنا وميسي فزنا بخمس كرات ذهبية لكل منا، وهذا يقول الكثير، أليس كذلك؟”، وكانت هذه إشارة مباشرة إلى أن التكافؤ في الجوائز يؤكد عدم وجود أفضلية واضحة للطرف الآخر، وأن كليهما يتربع على قمة الكرة الذهبية.

4. مطالبة مستحقة بـ “ثماني كرات ذهبية” (مقابلة بيرس مورغان الأولى) 2019

في حواره المطول الأول مع بيرس مورغان، وقبل انتقاله إلى النصر، كان رونالدو أكثر صراحة وتحدياً، اعترف رونالدو بوضع ميسي كجزء أصيل من تاريخ اللعبة، لكنه ربط تفوق ميسي في عدد الكرات الذهبية بأنها كانت يجب أن تكون من نصيبه: “ميسي جزء من تاريخ كرة القدم، لكنني أعتقد أنني أستحق الفوز بست أو سبع أو ثماني كرات ذهبية لتجاوز رقمه. أؤمن أنني أستحق ذلك”، وهنا، لم ينفي رونالدو قيمة ميسي، بل وضع نفسه في مرتبة استحقاق أعلى، مؤمناً بأن تفوق ميسي في هذا الإنجاز تحديداً هو أمر لم يكن عادلاً.

5. “الأكثر اكتمالاً في التاريخ” (تصريح إل تشيرينغيتو) فبراير 2025

بعد انتقال ميسي للدوري الأمريكي، لم تتوقف تصريحات رونالدو، وفي حديث لبرنامج “إل تشيرينغيتو” الإسباني الشهير، أطلق النجم البرتغالي تصريحاً جريئاً وضع فيه نفسه في صدارة اللاعبين التاريخيين على أساس “الاكتمال” في المهارات، وهي النقطة التي يرى فيها تفوقه الجوهري على ميسي.

وقال رونالدو :”بالنظر إلى الأرقام، أعتقد أنني اللاعب الأكثر اكتمالاً في التاريخ. أجيد التسجيل بكل الطرق: الرأس، الركلات الحرة، القدم اليسرى، وأنا سريع وقوي، إذا كنت تفضل ميسي أو بيليه أو مارادونا فهذا رأيك، لكن القول إن رونالدو ليس كاملاً غير صحيح، لم أري أحدًا أفضل مني، وأقول ذلك من قلبي”، ويستخدم رونالدو هنا “اكتمال” الأداء كدليل قاطع على تفوقه، مشيراً إلى أنه يمتلك مجموعة مهارات لا يضاهيه فيها أحد من العظماء الآخرين.

6. الرفض القاطع الأخير (مقابلة بيرس مورغان الثانية) نوفمبر 2025

وفي أحدث فصول هذا الجدل، وقبل البث المنتظر لحواره الجديد مع مورغان، جاءت الإجابة المختصرة والمباشرة التي تلخص موقفه الدائم: “هل ميسي أفضل مني؟ لا أوافق، ولا أريد أن أكون متواضعًا”، بهذه العبارة، يؤكد كريستيانو رونالدو مجدداً أنه لا يرى في التواضع ميزة عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بالتفوق الفني لغريمه الأرجنتيني، بل يصر على أن رأيه الشخصي هو الحقيقة المطلقة: “هو الأفضل”.

ويبقى الجدل قائماً ومستمراً، ليؤكد أن المنافسة بين رونالدو وميسي تجاوزت حدود الملعب لتصبح جزءاً من الذاكرة الرياضية العالمية، قصة لا نهاية لها حتى بعد اعتزالهما.

إقرأ أيضاً.. نهاية أسطورة.. كريستيانو رونالدو يُعلن اقتراب موعد اعتزاله من عالم كرة القدم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى