توتر متصاعد يهدد استقرار برشلونة بعد تعادل الأبطال وقرارات فليك التكتيكية

يعيش نادي برشلونة، أحد عمالقة كرة القدم الأوروبية، فترة عصيبة وغير مستقرة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، حيث كشفت تقارير إعلامية عن حالة من التوتر والانقسام داخل غرفة ملابس الفريق الأول. هذا التوتر جاء على إثر التعادل المخيب للآمال بنتيجة 3-3 أمام كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا، وهي نتيجة لم تثر القلق فحسب، بل أعادت فتح ملفات النقاش الساخن حول النهج التكتيكي للمدرب هانز فليك.
وأشار موقع “Fichajes” الإسباني، الذي نقل تفاصيل الأزمة، إلى أن عدداً ليس بالقليل من لاعبي الفريق الكتالوني باتوا يشعرون بـ “عدم توافق” قرارات المدرب فليك التكتيكية مع الوضع الراهن للنادي، وتتفاقم هذه المشاعر السلبية بشكل خاص بعد رحيل المدافع إينيجو مارتينيز خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، والذي ترك فراغاً دفاعياً واضحاً لم يتمكن الجهاز الفني من معالجته أو إيجاد البديل المناسب له حتى اللحظة.
وغياب مارتينيز، الذي كان يعتبر أحد الركائز الدفاعية، أثر بشكل مباشر على استقرار الخط الخلفي، مما جعل الفريق أكثر عرضة للاهتزاز أمام هجمات المنافسين، وهو ما يثير تساؤلات اللاعبين حول مدى فعالية الخطط المتبعة، ويواصل فليك المعروف بأسلوبه الهجومي الجريء، الاعتماد بشكل كبير على خطة الضغط العالي والدفاع المتقدم. وبالرغم من أن هذه الفلسفة قد حققت نجاحات باهرة مع فرق سابقة، إلا أنها تبدو وكأنها لا تتناسب مع الإمكانيات الحالية لبرشلونة.
ووالأرقام لا تكذب؛ فقد استقبل الفريق 20 هدفاً منذ بداية الموسم الحالي، وهو ما يعد مؤشراً خطيراً ويعكس بوضوح هشاشة النظام الدفاعي للفريق، ووفقاً لما نقله “Fichajes”، فقد أكد بعض اللاعبين أن أسلوب اللعب الحالي يُرهق الفريق بدنياً ويترك مساحات شاسعة خلف المدافعين يستغلها المنافسون بسهولة فائقة، مما يضع ضغطاً هائلاً على الخط الخلفي وحارس المرمى.
تجاوزت الشكوك حدود الأداء الدفاعي، لتصل إلى جوهر الفلسفة الهجومية المندفعة التي يتبناها فليك. بعض لاعبي برشلونة بدأوا يتساءلون عن جدوى التمسك بهذا الأسلوب في ظل غياب خطة بديلة واضحة يمكن اللجوء إليها عند الحاجة أو لتغيير إيقاع المباراة.
وفي محاولة للدفاع عن نهجه، صرح فليك في إحدى المناسبات قائلاً: “نحن برشلونة ونلعب بهذه الطريقة”. ولكن هذا التصريح، بدلاً من أن يطمئن اللاعبين، زاد من شعورهم بـ غياب المرونة التكتيكية لدى المدرب، وكأن هناك إصراراً على طريقة لعب واحدة بغض النظر عن ظروف المباريات أو طبيعة المنافسين.
وتؤكد التقارير أن غرفة الملابس الكتالونية تعيش حالياً حالة من الانقسام الواضح. فهناك فئة من اللاعبين تطالب بالواقعية الدفاعية وإيجاد توازن أكبر بين الهجوم والدفاع، بينما تساند الفئة الأخرى فكر فليك الهجومي وتدعم استمراره، ويجد الفريق نفسه في وضع لا يحسد عليه في دوري أبطال أوروبا، حيث يحتل المركز الحادي عشر برصيد 7 نقاط فقط. هذا الترتيب المقلق يعزز الشعور بالأزمة داخل النادي ويضع ضغوطاً إضافية على الجميع.
إقرأ أيضاً.. شقيق تشيزني يكشف عن رغبة أخيه الغامضة في برشلونة



