برشلونة يستعد للنهوض: عودة رافينيا وبيدري تضيء نفق “ستامفورد بريدج” المظلم

​بعد الهزيمة المريرة أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، والتي تركت عشاق برشلونة في حالة من الإحباط وعقدت من مهمة الفريق في بلوغ ثمن النهائي، تلوح في الأفق بوادر أمل قوية تعيد الحياة لصفوف البلوغرانا. فمع اقتراب عودة النجمين رافينيا وبيدري إلى الملاعب، يبدو أن الجهاز الفني والإدارة على حد سواء قد استعادوا تفاؤلهم بقدرة الفريق على النهوض من كبوته والتألق في المراحل الحاسمة المقبلة.

و​لم تكن ليلة “ستامفورد بريدج” مجرد هزيمة عادية لبرشلونة، بل كانت بمثابة اختبار قاسٍ كشف عن الفجوة الواضحة بين مستوى الفريق الحالي وأندية النخبة الأوروبية مثل تشيلسي وباريس سان جيرمان. الصورة السلبية التي ظهر بها الفريق في لندن، خصوصًا بعد طرد رونالد أراوخو المبكر، أثارت الكثير من التساؤلات حول قدرة برشلونة على المنافسة على أعلى المستويات. ومع ذلك، لم يستسلم المدرب هانز فليك للإحباط، بل بث رسالة تفاؤل قوية عقب الخسارة، مؤكداً أن برشلونة سيكون فريقًا مختلفًا تمامًا خلال الأشهر القادمة، وأن العمل الجاد سيثمر عن نتائج إيجابية تعيد الفريق إلى مكانته الطبيعية. هذا التصريح، الذي نقلته صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يعكس إيمان فليك بقدرة لاعبيه على التطور والتكيف مع أسلوب لعبه الجديد.

ويُعد رافينيا أحد الركائز الأساسية في خطط هانز فليك، بفضل قدرته على خلق الضغط الهجومي المستمر وإرباك دفاعات الخصوم. وبعد غياب دام شهرين بسبب الإصابة، بدأ النجم البرازيلي في العودة تدريجيًا إلى الملاعب، حيث شارك بالفعل في مباراتي أتلتيك بلباو وتشيلسي. وتشير التقارير إلى أنه بات جاهزًا للعودة إلى التشكيلة الأساسية في مواجهة ألافيس القادمة يوم السبت، وهي خطوة حاسمة ليكون على أتم الاستعداد لموقعة أتلتيكو مدريد الهامة يوم الثلاثاء. عودة رافينيا ستمنح فليك خيارات هجومية إضافية، وتزيد من سرعة الفريق وفعاليته في الثلث الأخير من الملعب، مما سيعزز من قدرة برشلونة على تسجيل الأهداف وصنع الفرص.

و​لا تقل عودة بيدري أهمية عن عودة رافينيا، بل قد تكون أكثر تأثيرًا على ديناميكية الفريق. بيدري، الذي يُلقب بـ “الرسام” لقدرته الفائقة على التحكم في إيقاع اللعب وتوزيع الكرات بدقة متناهية، يُعتبر العقل المدبر لخط وسط برشلونة. وبحسب التقارير، يقترب النجم الشاب من العودة الكاملة، حيث من المتوقع مشاركته في تدريبات الفريق والدخول في قائمة مباراة السبت القادمة. عودة بيدري ستحسن بشكل كبير من جودة استحواذ برشلونة على الكرة، وتزيد من قدرته على بناء الهجمات من الخلف، وتوفر الربط الفعال بين خطي الدفاع والهجوم. سيعيد بيدري الهدوء والتحكم إلى منطقة المناورات، مما يسمح لبرشلونة بفرض أسلوبه على الخصوم.

و​رغم مرارة الهزيمة أمام تشيلسي، يرى لاعبو برشلونة أن هناك دروسًا مستفادة من تلك المباراة. ففي نظرهم، كان طرد رونالد أراوخو نقطة تحول حاسمة أثرت بشكل كبير على مجريات اللقاء، كما أن فرصة فيران توريس الضائعة في بداية المباراة كانت كفيلة بتغيير السيناريو بالكامل قبل الخسارة بنتيجة 3-0. هذا التحليل يعكس روحًا إيجابية داخل الفريق، حيث لا يزال اللاعبون يؤمنون بقدرتهم على تحقيق الأهداف المنشودة.

​ويبدي النادي تفاؤله بالمرحلة القادمة، معتبرًا أن الفترة الأصعب قد مرت بعد سلسلة من الإصابات التي ضربت الفريق وأدت إلى غياب سبعة لاعبين أساسيين. ومع عودة معظم المصابين، باستثناء غياب جافي وتير شتيجن، يتطلع برشلونة لاستغلال المباريات المقبلة للانقضاض على صدارة الدوري الإسباني، خصوصًا بعد أن قلص الفارق مع ريال مدريد إلى نقطة واحدة فقط. هذا الهدف يُعطي الفريق دافعًا كبيرًا للمضي قدمًا وتحقيق الانتصارات.

ويعول هانز فليك كثيرًا على خوض مباراتي ألافيس وأتلتيكو مدريد في “كامب نو” قبل مواجهة ريال بيتيس وفياريال خارج الديار. هذه السلسلة من المباريات ستكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة للفريق، وستُشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة برشلونة على استعادة مستواه وتحقيق الانتصارات المتتالية. الدعم الجماهيري في “كامب نو” سيكون عاملًا مهمًا لرفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم.

و​تُعد عودة رافينيا وبيدري نقطة تحول محورية في مسار برشلونة، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى كل عناصره لاستعادة الثقة والعودة إلى طريق الانتصارات. فمع وجود هذين النجمين، إلى جانب باقي المواهب في الفريق، يمتلك برشلونة كل المقومات لتحقيق أهدافه على الصعيدين المحلي والأوروبي. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان برشلونة قادرًا على تحويل هذا التفاؤل إلى واقع ملموس يعيد البهجة لجماهيره.

إقرأ أيضًا.. رئيس أتلتيكو مدريد يوجه رسالة شديدة اللهجة لبرشلونة بشأن “العنكبوت” ألفاريز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى