أراوخو يبتعد عن الملاعب لأجل غير مسمى وفليك يطالب باحترام الخصوصية

في تطور لافت للأحداث داخل أروقة النادي الكتالوني، خيمت حالة من القلق والترقب على المدينة الرياضية “خوان غامبر” صباح اليوم الاثنين، عقب اجتماع حاسم وعاجل جمع وكلاء أعمال المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو مع الإدارة العليا لنادي برشلونة. الاجتماع لم يكن لمناقشة عقود أو أمور فنية، بل حمل طابعًا إنسانيًا بحتًا يتعلق بالصحة النفسية لأحد قادة الفريق.
أفادت مصادر مطلعة من داخل النادي أن وكلاء أراوخو نقلوا رسالة واضحة لإدارة البلوغرانا مفادها أن اللاعب يمر بمنعطف نفسي حرج، ويحتاج إلى “وقت مستقطع” غير محدد المدة للتعافي واستعادة توازنه الذهني. وأكد الوكلاء خلال الجلسة أن الضغوطات الأخيرة التي تعرض لها اللاعب تستدعي تضامنًا كاملًا من المؤسسة لضمان عدم تفاقم الوضع، مشددين على أن عودته للمستطيل الأخضر يجب أن تكون مرهونة بتعافيه النفسي التام قبل البدء والجاهزية البدنية.
ومن جانبه، وضع المدرب الألماني هانز فليك حدًا للتكهنات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، حيث بدت عليه ملامح الجدية والتأثر عند سؤاله عن حالة مدافع الفريق. وأكد فليك بشكل قاطع غياب أراوخو عن القمة المرتقبة ضد أتلتيكو مدريد، قائلًا بلهجة حاسمة: “رونالد ليس جاهزًا للعب في الوقت الحالي. الأمر يتعلق بمسألة شخصية بحتة، ولن أخوض في تفاصيل أكثر من ذلك، أطلب من الجميع احترام خصوصية اللاعب في هذا التوقيت. هذا كل ما يمكنني قوله، ولن أضيف المزيد”. تصريحات فليك جاءت لتؤكد أن الغياب يتجاوز المشاكل البدنية التقليدية.
وتعود جذور الأزمة إلى ما يمكن وصفه بـ “الأسبوع الأسود” في مسيرة المدافع الدولي. فقد بدأت المعاناة النفسية منذ ليلة دوري أبطال أوروبا الكارثية ضد تشيلسي الأسبوع الماضي، حيث تلقى أراوخو البطاقة الصفراء الثانية وطُرد من الشوط الأول بعد تدخله على مارك كوكورييا. تلك اللحظة لم تكن مجرد حالة طرد عادية، بل شكلت عبئًا نفسيًا هائلًا على اللاعب الذي غادر الملعب وعلامات التأثر الشديد تعلو وجهه، محملًا نفسه مسؤولية تعقيد موقف فريقه.
ولم تتوقف المصائب عند هذا الحد، إذ غاب اللاعب عن التدريبات الجماعية منذ تلك الليلة، وزاد الطين بلة تعرضه لوعكة صحية (فيروس معوي) حرمته من المشاركة في مباراة السبت الماضي، ليدخل اللاعب في نفق مظلم من الضغوط المتراكمة، وعلى الرغم من قسوة الموقف، أظهرت غرفة ملابس برشلونة تماسكًا مثاليًا. حيث أشارت التقارير إلى أن زملاء أراوخو في الفريق، باعتباره أحد القادة، أبدوا تفهمًا عميقًا لوضعه الحالي. وسادت حالة من الدعم غير المشروط داخل الفريق، مؤكدين لإدارة النادي وللاعب نفسه أنهم يقفون خلفه حتى يتجاوز هذه المحنة، في رسالة تعكس الروح الجماعية التي يحاول فليك زرعها.
وفي رد فعل يعكس احترافية النادي، استجابت إدارة برشلونة فورًا لطلبات وكلاء اللاعب، معلنة أن الأولوية القصوى الآن هي “حماية أراوخو الإنسان”. وقررت الإدارة منح اللاعب الوقت الذي يحتاجه دون أي ضغوط للعودة السريعة، مؤكدة أن العمل يجري حاليًا بالتنسيق بين الطاقم الطبي والنفسي والإداري لضمان عودة “صخرة الدفاع” بأفضل حالة ذهنية وبدنية ممكنة في المستقبل، ليكون قادرًا على استئناف مسيرته والتألق من جديد بقميص البلوغرانا.
إقرأ أيضًا.. أسينسيو يفتح صندوق أسرار رحيله عن ريال مدريد.. “لم أغادر من أجل المال”



