الخطيب يقود تحركات الأهلي الدبلوماسية لاحتواء أزمة الجماهير المحتجزة

في خطوة تعكس عمق العلاقة التاريخية والمعقدة بين إدارة النادي الأهلي وقاعدته الجماهيرية العريضة، يقود الكابتن محمود الخطيب، رئيس مجلس الإدارة، حراكاً إدارياً وقانونياً مكثفاً خلف الكواليس، للتعامل مع ملف “الجماهير المحبوسة” على خلفية أحداث شغب سابقة. هذا التحرك يأتي في توقيت دقيق، يوازن فيه “نادي القرن” بين واجباته الإنسانية تجاه مشجعيه، وبين التزامه الراسخ باحترام مؤسسات الدولة وسيادة القانون.

وشهد مقر النادي الأهلي بالجزيرة، خلال الساعات الماضية، اجتماعات ماراثونية رفيعة المستوى، ترأسها الكابتن محمود الخطيب شخصياً، بحضور أعضاء مجلس الإدارة وفريق موسع من المستشارين القانونيين للنادي. لم يكن هذا الاجتماع روتينياً، بل جاء كاستجابة مباشرة لضرورة متابعة المستجدات المتعلقة بملف الجماهير المحتجزة، وهو الملف الذي لطالما اعتبرته إدارة الأهلي “قنبلة موقوتة” تتطلب تعاملاً حذراً يجمع بين الحزم الأبوي والمرونة القانونية.

وخلال الاجتماع، استعرض “بيبو” تقارير مفصلة قدمتها الجهات المعنية، ترسم صورة كاملة للموقف القانوني الحالي للمحتجزين. وقد أظهرت النقاشات أن النادي لم يقف مكتوف الأيدي طوال الفترة الماضية، بل انخرط في محاولات مكثفة – بعيداً عن الأضواء – لتوضيح الحقائق وفك التشابك في بعض القضايا، مما ساهم بالفعل في الإفراج عن عدد من الجماهير في وقت سابق، مع التأكيد المستمر على رفض النادي القاطع لأي تجاوزات تخل بالنظام العام.

والرسالة الأبرز التي خرجت من اجتماع الخطيب، والتي تمثل جوهر السياسة الحالية لإدارة الأهلي، هي التأكيد على أن موقف النادي الداعم لجماهيره ينبع من منطلقات “إنسانية وأسرية” بحتة، وشعور بالمسؤولية تجاه أبناء هذا الوطن.

وفي تحليل لهذا الموقف، يرى مراقبون أن الخطيب يمارس هنا دور “رجل الدولة” الرياضي؛ فهو لا يتنصل من جماهيره في أزمتهم، ولكنه في الوقت ذاته يرسم خطاً أحمر واضحاً يفصل بين الدعم القانوني المشروع وبين أي مساس بهيبة مؤسسات الدولة.

وقد ترجم الخطيب هذه السياسة إلى تكليفات عملية ومباشرة؛ حيث أصدر توجيهاته للجنة القانونية والفريق المكلف بهذا الملف بضرورة تقديم أقصى درجات الدعم القانوني الممكن للمحبوسين، وتسخير كافة إمكانيات النادي للدفاع عنهم ضمن الأطر الشرعية. الأهم من ذلك، هو التكليف بالتواصل المباشر والمستمر مع أسر هؤلاء الشباب، لضمان وصول رسالة طمأنة بأن “النادي لم ولن يتخلى عن أبنائه”، في لفتة تهدف لامتصاص أي احتقان جماهيري قد ينشأ عن هذه الأزمة.

على الجبهة الأخرى: الفريق الأول يواصل استعداداته وبينما تخوض الإدارة معركتها الدبلوماسية والقانونية في المكاتب، تواصل عجلة كرة القدم الدوران على المستطيل الأخضر. ففي سياق متصل، يرفع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وتيرة استعداداته الفنية والبدنية تحت قيادة جهازه الفني.

ويصب الفريق تركيزه حالياً على المواجهة المرتقبة والمهمة أمام نظيره غزل المحلة، والمقرر إقامتها مساء الثلاثاء المقبل. وتأتي هذه المباراة ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدور التمهيدي لبطولة “كأس عاصمة مصر” المستحدثة. ويسعى المارد الأحمر، كعادته، لفصل المؤثرات الخارجية عن تركيز اللاعبين، لضمان مواصلة الانتصارات والأداء القوي في كافة البطولات التي يشارك فيها.

اقرا أيضًا.. توروب” يضع شرطاً تعجيزياً لرحيل محمد شكري ويحدد بديله من بتروجيت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى