فخ رايو فاليكانو يُجبر ريال مدريد على “تعادل أبيض” مُخيب بالدوري الإسباني
في أمسية كروية اتسمت بالندية التكتيكية والصمود الدفاعي، سقط متصدر الدوري الإسباني، ريال مدريد، في فخ التعادل السلبي (0-0) أمام جاره العنيد رايو فاييكانو، في اللقاء الذي احتضنه ملعب “فاييكاس” الصاخب، ضمن مجريات الجولة الثانية عشرة من “الليغا”.
وهذه النتيجة، التي تُعتبر بمثابة “فرملة” لمسيرة النادي الملكي، أضافت نقطة وحيدة لرصيده، لكنها في جوهرها تُمثل “نقطتين مفقودتين” في سباق اللقب المحموم، منذ صافرة البداية، فرض ريال مدريد أسلوبه المعتاد بالاستحواذ على الكرة ومحاولة بناء الهجمات من الخلف، لكن هذه السيطرة بدت “سلبية” في كثير من الأحيان. وجد لاعبو “اللوس بلانكوس” أنفسهم في مواجهة جدار دفاعي مُحكم نظّمه أصحاب الأرض، الذين أغلقوا كافة المنافذ المؤدية إلى مرماهم.
ورغم المحاولات المتكررة لاختراق هذا التكتل، افتقدت هجمات ريال مدريد للدقة والسرعة في الثلث الأخير من الملعب. غابت “اللمسة الحاسمة” والجرأة الهجومية الكافية لتهديد شباك رايو فاييكانو بشكل فعلي، بينما اكتفى الفريق المحلي بمحاولات خجولة على فترات، لم ترتقِ لدرجة الخطورة، لينتهي الشوط الأول بتعادل منطقي يعكس واقع الميدان.
ومع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحاً أن تعليمات المدرب الإسباني تشابي ألونسو لكتيبته كانت تهدف لرفع نسق المباراة. كثّف ريال مدريد من ضغطه الهجومي، محاولاً اللعب على الأطراف وإرسال الكرات العرضية، وتنويع مصادر الخطورة بهدف كسر الصمود الدفاعي المستميت لأصحاب الأرض.
وفي المقابل، لم يتخلَّ رايو فاييكانو عن حذره الدفاعي، واعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة السريعة والمنظمة، مستغلاً أي مساحات قد يتركها اندفاع لاعبي ريال مدريد. هذه المرتدات شكلت قلقاً متقطعاً لدفاعات “الميرينغي”، وأبقت المباراة مفتوحة على كافة الاحتمالات.
ومع مرور الدقائق، تحولت المباراة إلى “لعبة شطرنج” تكتيكية، حيث حاول ألونسو الدفع بتبديلات هجومية لتنشيط فريقه، لكن “بسالة” دفاع رايو فاييكانو ويقظة حارس مرماه حالت دون تغيير النتيجة.
ومع احتساب الحكم لـ 4 دقائق كوقت محتسب بدلاً من الضائع، كثّف ريال مدريد من محاولاته الأخيرة بشكل يائس، لكن صافرة النهاية جاءت لتعلن عن تقسيم النقاط، في نتيجة احتفى بها جمهور فاييكاس وكأنها انتصار.
وبهذا التعادل، يرفع ريال مدريد رصيده إلى 31 نقطة، مُحافظاً على صدارته لجدول الترتيب، ورغم أن الفارق مع ملاحقه المباشر فياريال أصبح 5 نقاط، إلا أن الخطر الأكبر يأتي من الغريم التقليدي برشلونة، ويمنح هذا “التعثر” المدريدي النادي الكتالوني “فرصة ذهبية” لتقليص الفارق في الصدارة إلى 3 نقاط فقط، في حال نجح في تحقيق الانتصار في مباراته الهامة الليلة أمام سيلتا فيجو، وهو ما يُنذر بإشعال المنافسة على اللقب مجدداً وبقوة.
